الأعداد السابقة
المجلد :34 العدد : 406 2014
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الأبعاد الحضارية في "كتاب الانساب "للسمعاني (ت562هـ)
المؤلف : د. ياسر احمد السيد نور
من المعلوم أن القصد الرئيس من تداول الأنساب في الجاهلية، كان من أجل الافتخار بالقبيلة, وإذكاء روح التعصب لها, أما بعد الإسلام فثمة جملة من العوامل ذات أبعاد دينية وتربوية وإدارية وعلمية، أسهمت في استدعاء معارف الأنساب والتواصل معها لتكون جزءا من بنية الثقافة الإسلامية، بل أصبحت علما جليل المكانة ذا أصول وقواعد.
إلا أن ثمة متغيراً جديداً جرى على منهجية الأنساب بعد حركة الفتوح الإسلامية، حيث انتشر العرب في المدن والأمصار الجديدة، وسكنوها، بل واشتغلوا منذ القرن الثاني الهجري بالحرف والصنائع بعد أن كانوا أبعد الناس عنها، وأصبح من المتعذر في كثير من الأحيان تعرف الفرد من خلال نسبه إلى قبيلته، ومن ثم بدأ التفكير في وضع صيغ جديدة للانتساب، كان من بينها النسبة إلى الصنائع والحرف على تنوعها واختلافها.
وقد استرعى انتباه الباحث أن جانب الصنائع والحرف غدا مقوما رئيسا لمادة كتاب «الأنساب» للحافظ أبي سعد عبدالكريم بن محمد بن محمد بن منصور المروزي السَّمعاني (ت 562هـ)، وأن هذا الجانب لم يستوف حقه من الدراسة والبحث، وهذا ما استحث كاتب هذه السطور لأن يولي وجهته قبل مادة هذا الكتاب، محاولا من خلالها الوقوف على الجوانب الحضارية التي انطوت عليها حتى عام 550هـ، وهو العام الذي انتهى فيه السمعاني من تصنيف كتابه بسمرقند، وذلك من خلال هذا البحث الموسوم بـ «الأبعاد الحضارية في كتاب الأنساب للسمعاني».