النوم : آية من آيات الله في خلقه ، وصفة أساسية من صفات الإنسان ، وضرورة من ضرورات حياته ، فكل إنسان ينام ، ويقضي جزءاً كبيراً من حياته نائماً ، لا يشذ عن ذلك أحد حتى الأنبياء والرسل ، ولم لا ، وهو سنة الله في خلقه ، وآية من آياته سبحانه وتعالى .
ويظل النوم لغزاً محيراً ، وتحدياً باقياً أمام العقل البشري ، وكلما استمر البحث وأعمل الفكر زادت علامات التعجب والاستفهام ، ويظل البحث في سر النوم وكنهه ، وما يلازمه من علامات جسدية وظواهر ورؤى بحثاً وصفياً ، لا يرقى إلى إظهار الحقيقة ، إذ أن كل ذلك بحث في ما لا تدركه الحواس ، ولا تحيط به الأفهام ، ويكفينا أن نؤمن بأن النوم آية من آيات الخالق ، وأن الروح آية من آيات الخالق ، وسر من أسراره ، وأمر من أموره عز وجل .
ونظراً لأهمية ذلك جاء هذا البحث ، ليكون لبنة تسهم في الموضوع وتوضح صورته ، وذلك من خلال ستة مباحث .
تناول المبحث الأول مفهوم النوم ومعناه اللغوي والاصطلاحي والألفاظ المرادفة له مع التفرقة بينها .
وكان الحديث في المبحث الثاني عن قوله تعالى : ( ولا تأخذه سنة ولا نوم ) ، وتناول تفسير الآية الكريمة ، مع توضيح الفرق بين السنة والنوم ، والتأكيد على أن نفي السنة والنوم عن الله يتضمن إثبات العلم والقيومية ، وإثبات استحالة اتصاف الله بالنوم ، مع ذكر فوائد في رحاب تفسير الآية .
وطاف البحث – في المبحث الثالث – حول النوم كظاهرة حيوية من خلال الحديث عن حقائق النوم ، والعمليات التي تتم داخل جسم الإنسان أثناء النوم ، والنظريات التي فسرت النوم وغير ذلك .
أما المبحث الرابع فقد تناول قصة أصحاب الكهف ، مع توضيح ما كان في نومهم والضرب على آذانهم من إعجاز علمي .
وكان المبحث الخامس بعنوان النوم والموت ، وفيه كان الحديث حول الفرق بين الموت والنوم من خلال قول الله تعالى : الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي ق