الأعداد السابقة
المجلد :27 العدد : 90 2012
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
رسالة النكت في إعجاز القرآن دراسة ونقد
المؤلف : د. عماد طه أحمد الراعوش
رسالة النكت في إعجاز القرآن دراسة ونقد
د. عماد طه أحمد الراعوش
أستاذ مساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين –
المملكة العربية السعودية
ملخص البحث:
من العلماء الذين برعوا في اللغة والبلاغة: الرُماني، كتب في إعجاز القرآن الكريم، لكنه لم يكتب كتاباً وافياً مستقلاً، وما وصلنا من نظريته في إعجاز القرآن الكريم رسالة تسمى: النكت في إعجاز القرآن الكريم، تحدث فيها عن إعجاز القرآن الكريم من خلال بيان نكت البيان في القرآن، بمعنى بيان اللطائف والأسرار الخفية التي تدرك بالفطنة وحسن التأمل، ورسالته هذه نموذج لنظرية الإعجاز عند المعتزلة، فهو من شيوخ المعتزلة وعلمائها الصناديد، وعنه أخذ كثير ممن لحقه من العلماء والتلاميذ، في تعريف البلاغة والبيان وطبقات البلاغة وأقسام البلاغة، كما سأبين في البحث .
ذكر الرماني سبعة وجوه لإعجاز القرآن الكريم هي: ترك المعارضة مع توافر الدواعي وشدة الحاجة، والتحدي للكافة، والصرفة، والبلاغة، والأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية، ونقض العادة، وقياسه بكل معجزة.
ثم شرع في بيان الوجه الرابع وهو البلاغة، واستغرق معظم رسالته في ذلك، ثم عاد في صفحاتها الأخيرة إلى بيان باقي الوجوه بإيجاز، غير أن الوجه الرئيس الذي اعتمده الرُماني هو البلاغة، وهذا ظاهر في استطراده في إثباته ومناقشته والتمثيل عليه، وهو واسطة عقد الرسالة، أو قل: هو الرسالة والرسالة هو، وغيره ليس بشيء .
مما تحمد به رسالة الرُماني في الإعجاز: أنه أصَل للإعجاز البلاغي تأصيلاً فريداً يكاد يكون نواة التأليف في هذا المضمار، وأورد اعتراضات قد ترد على الإعجاز القرآني، وردها ببراعة فائقة، وبأدلة حبكت وأحكمت شكلاً ومضموناً.
ويؤخذ على الرُماني: أنه اعتمد ثلاثة أوجه للإعجاز هي في الواقع ليست من جوه الإعجاز عند جُلِ العلماء أو كلهم فيما اطلعت، وإن كان ما يتعلق بها من إعجاز إنما يرجع إلى وجه البلاغة.
وهذه الوجوه هي: ترك المعارضة مع توافر الدواعي وشدة الحاجة، والتحدي للكافة، ونقض العادة، كما أنه ذكر القياس بكل معجزة، وهذا كذلك لا يصلح أن يكون وجهاً للإعجاز.
وعليه يبقي من وجوه الإعجاز المعتمدة عن الرُماني ثلاثة هي: البلاغة، والإخبار الصادق عن المستقبل، والصرفة. أما القول بالصرفة فمردود، وبذا لا يبقى عندنا مما اعتمده إلا وجهان فقط.