الأعداد السابقة
المجلد :28 العدد : 93 2013
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الجوانب العقدية والبلاغية في حديث أخذ الرحم بحقو الرحمن
المؤلف : الباحث : مصعب رضا حمود
الجوانب العقدية والبلاغية في حديث أخذ الرحم بحقو الرحمن
الباحث : مصعب رضا حمود
معهد المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني – المعهد الدولي للعلوم الشرعية والعربية
دمشق – الجمهورية العربية السورية
ملخص البحث:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب ، وإن الحديث النبوي الشريف ليتميز بسهولة الألفاظ وإلفها والأنس بها في كل عصر، والعفوية والبداهة التي تنتج بالطبيعة ملاءمة الألفاظ والتراكيب للمعنى والغرضِ الذي سيق لأجله الكلام ، فهو الحكمة المتكاملة والسموّ في اللغة والبيان ، وإنه لعلى بلاغة عظيمة.
ومن هذه الحكمة أنه يلبس كل موضوع ثوبه اللائق به ، ويعالج كلّ داءٍ بدوائه.
وإن صلة الرحم من الأخلاق التي يعلم الناس حسنها وعظيم شأنها ، ثم تجد مع ذلك أحوالاً يتخلّف فيها العمل عن العلم ، وأوقاتاً يعم فيها البلاء بهجران الأقرباء.
فيأتي الحديث الشريف لاستثارة كمائن النفس ، واستحياء الشعور الباعث على العمل ، وذلك في أسلوب بليغٍ تصويريٍّ مؤثِّر غير تقريريٍّ ولا مٌمِلٍّ.
ومن الأحاديث الغنية في هذا المجال: حديث أخذ الرحم بحقو الرحمن ، ففيه من نفائس البلاغة والتصوير ما تقرٌّ به العين ، ولكنه سرعان ما يتجه النظر فيه إلى المسألة العقدية الشهيرة المتعلقة بصفات الله عز وجل ، فكان لا بد من دراسة هذه العبارة من الحديث دراسة شاملة لمتعلَّقاتها البلاغية والعقدية ، التي تدور على ثلاثة محاور : التشخيص ، والكناية ، وقضية الصفات الخبرية.
ونظراً لتداخل هذه المحاور الثلاثة فقد آثرت عرضها في ستة مطالب:
المطلب الأول : في تخريج الحديث المذكور.
المطلب الثاني : في معنى الرحم .
المطلب الثالث : في مذاهب أهل السنة في حقو الرحمن إثباتاً أو تأويلاً ، مع تبسّط في هذا المطلب لأهمية المسألة العقدية التي فيه .
المطلب الرابع : في الكناية في الحديث ، ودورها في تقريب المذاهب في مسألة الصفات. المطلب الخامس: في التشخيص في هذا الحديث وفوائده .
المطلب السادس :الموازنة بين (تعلقت بحقو الرحمن) و(معلقة بالعرش) وبيان أنهما حالان مختلفتان.
ثم خاتمة أذكر فيها أهم نتائج البحث.
متبعاً في كلِّ ذلك منهج المقارنة والتحليل ، وملتزماً صحة الحديث وما يغلبٌ على الظن أنه لفظ النبي صلى الله عليه وسلّم ، وذلك بسبر الروايات ومقارنتها ، لأننا في الدراسة الأدبية نتطلّب اللفظ (1) .
والله المستعان.
١) ينظر): علم الحديث والدراسات الأدبية ، د. نور الدين عتر ص٦٥.