الأعداد السابقة
المجلد :28 العدد : 95 2013
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
أصول الإيمان وأثرها على سلوك الداعي
المؤلف : د . عبد الرحمن صالح سالم الجيران
أصول الإيمان وأثرها على سلوك الداعي
د . عبد الرحمن صالح سالم الجيران
أستاذ مساعد – بقسم الدراسات الإسلامية – كلية التربية الأساسية - الهيئة العامة للتعليم التطبيقي –
دولة الكويت
ملخص البحث :
أصول الإيمان لها أثر كبير في حياة المسلم ، إذا خالطت بشاشته القلوب أينع وأثمر كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
والعقيدة عامل محرك للإنسان ، بغض النظر عن صوابها أو خطئها ، وهذا ما يؤكد أن الإيمان مركوز في فطرة الإنسان .
جاء الإسلام بأصول الإيمان وهي: الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر ، خيره ، وشره .
وهذه الأصول لها آثار سلوكية وإيمانية على حياة الأفراد والمجتمعات .
1 - الإيمان بالله تعالى خالق الخلق ، فهو سبحانه مستحق لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، والعالم الذي نعيشه اليوم أثر من آثار أسمائه وصفاته ، كما أن أفعاله في الكون أثر من آثار صفاته ، وهي : الحكمة ، والقدرة ، والجبروت ، والعلم ، إلى غير ذلك من صفات الكمال .
2 - كما أن الإيمان بالملائكة : وهذا الركن يلقى بأثره على حياة المسلم من حيث العلم بعظمة الخالق الذي خلقهم من نور ، كما خلق الجان من مارج من نار ، وخلق الإنسان من طين.
3 - الإيمان بالكتب : وهذا يورث العلم بعناية الله تعالى بخلقه من أولهم إلى آخرهم، حيث لم يتركهم هملاً .
4 - الإيمان بالرسل عليهم السلام : وهذا يورث العلم برحمة الله تعالى ، حيث لم يترك أمة من الأمم إلا وخلا فيها نذير ، وحيث لا عذاب بلا رسالة ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) .
5 - الإيمان باليوم الآخر : وهذا له أثر عظيم على خلق المسلم ، لأن من اعتقد بمجيء هذا اليوم لا بد أن يستعد له ، ولا بد أن يحرص على أداء العبادة على أكمل وجه .
6 - الإيمان بالقضاء والقدر : وهذا الباب باب عظيم ، يدخل فيه باب التوكل . وهو: الاعتماد على الله تعالى بعد بذل الأسباب المادية ، ومن ثم الإقدام على عظائم الأمور ، كما يدخل في هذا الباب : الرد على القدرية النافين للقدر ، والداعيين للاستسلام والخمول والكسل ، وترك السعي والكسب ، وهذه شبهة قديمة حديثة في الوقت ذاته ، وجاء في البحث : الرد على هذه الشبهة .
ثم تأتي في ختام البحث خصائص الدعوة إلى الله ومميزات الشريعة المطهرة ، وفيها: الربانية ، وهي أنها منزلة من الله تعالى . والشمول : بمعنى أنها شملت الدين والدنيا ، ولم تأخذ جانباً وتهمل آخر ، ثم المرونة ، وهي : مسايرتها للنوازل ولتغير الزمان ، وهذا يدخل تحت باب الاجتهاد ومما تميزت به أيضاً : التوازن بين مصالح الدنيا والآخرة .
ويأتي مبحث التزكية وأهميتها في نهاية البحث ، وهذه لا بد منها ، ليحصل الكمال الإنساني ، وليحصل الفلاح الأخروي ، لقوله تعالى: ( قد أفلح من زكاها ) ولها آثار كثيرة على المسلم، لأنها سبب طهارة قلبه ، كما أن القدوة الحسنة لها متعلق كبير في باب التزكية ، فالصحابة رضي الله عنهم اقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بأفعاله وأقواله ، وأخلصوا في ذلك كله .
وأدركوا – أيضاً - أهمية الإخلاص لله تعالى في أعمالهم كلها ، فهي منازل السائرين لرب العالمين ، وبالإخلاص لله تعالى يتحقق النصر للأمة ، وتتحقق النجاة من العذاب يوم القيامة والوقاية من الضلال ، والسمعة الطيبة ، والذكر الجميل بين الناس ، وطمأنينة القلب ، وتفريج الكروب ، كل ذلك من ثمرات الإخلاص لله تعالى .