الأعداد السابقة
المجلد :29 العدد : 98 2014
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الانتفاع بالفوائد الربوية والأموال المشبوهة في العمل الخيري
المؤلف : د. عباس أحمد محمد الباز
الانتفاع بالفوائد الربوية والأموال المشبوهة في العمل الخيري
د. عباس أحمد محمد الباز
أستاذ مشارك بقسم الفقه وأصوله – كلية الشريعة – الجامعة الأردنية
ملخص البحث :
الأصل العام في الشريعة أن المال المكتسب بسبب حرام لا يدخل في ملك المسلم، والواجب التحلل منه والخروج عن إثمه بدفعه إلى الفقراء والمحتاجين ، أو التبرع به إلى مشروع خيري يحقق منفعة عامة للإسلام والمسلمين، وعلى هذا الأصل يمكن تخريج الحكم الشرعي في الانتفاع بالأموال الربوية وكذلك الأموال المشبوهة في مشاريع العمل الخيري ، سواء أكان اكتساب هذه الأموال -الفوائد الربوية –بإرادة واختيار، أم كان باضطرار كالأموال التي تستحق لأبناء الجاليات المسلمة ممن لا يجدون مصارف إسلامية يضعون أموالهم فيها ، فيضطرون إلى وضع أموالهم في المصارف الربوية ، فتترتب لهم فوائد ربوية بمبالغ كبيرة ، حيث يمكن تحويل هذه الأموال إلى الجمعيات الخيرية ؛ لتقوم هذه الجمعيات بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين ، ويمكن أن تقوم هذه الجمعيات باستثمار هذه الأموال في مشروعات خيرية ومصالح عامة كبناء المدارس والعيادات الطبية...؛ ليستفيد منها المحتاجون وأفراد المجتمع وفق الأصل السابق .
وقد تبين بالبحث أنه يمكن للجمعيات الخيرية أن تستقبل الأموال المشبوهة وأموال الفوائد الربوية وتقوم على استثمارها اذا راعت الضوابط التالية .
أولاً: أن لا تحرص على جمع هذه الأموال وتتبعها، بل تأخذها إذا عرضت عليها وتبرع بها حائزها بمبادرة منه .
ثانياً: أن لا تدخل أموال الفائدة الربوية في بناء المساجد ، ولا في طباعة القران الكريم، بل ينتفعبها في وجوه البرالأخرى ، كالإنفاق على الفقراء والمحتاجين ، ومداواة المرضى، وإعانة طلبة العلم الفقراء ممن لا يجدون المال للتداوي والتعلم...
ثالثاً: أن لا تدفع الجمعيات الخيرية رواتب موظفيها والقائمين عليها من أموال الفائدة الربوية، بل تذهب هذه الأموال إلى مستحقيها من الفقراء والمحتاجين والمشروعات الخيرية.
رابعاً: أن تودع أموال الفائدة الربوية في حساب مصرفي خاص بعيداً عن أموال الزكاة والصدقات الأخرى الطيبة التي تأتي إلى العمل الخيري من كسب حلال .