الأعداد السابقة
المجلد :30 العدد : 102 2015
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تطبيق الطبري لقاعدة عدم تخصيص العموم إلا بحجة في تفسيره ومناسبة ذلك لروح القرآن واستمرارية إعجازه العلمي
المؤلف : الباحث : محمد صالح قطب
تطبيق الطبري لقاعدة "عدم تخصيص العموم إلا بحجة" في تفسيره ومناسبة ذلك لروح القرآن واستمرارية إعجازه العلمي
الباحث : محمد صالح قطب
طالب ماجستير – كلية أصول الدين – الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا
ملخص البحث:
في عصر التقدم العلمي الهائل الذي نعيشه، اكتشفنا أمثلة كثيرة من إعجاز القرآن العلمي وسبقه في تقرير الكثير من الحقائق العلمية المكتشفة من عهد قريب. ومن روعة البيان القرآني نثر هذه الإشارات العلمية في ثنايا أصول الخطاب القرآني ، مثل توحيد الخالق وأفعاله، ودعوة الخلق للنظر في آيات الكون، والجنة ، والنار ، والوعد ، والوعيد والهدى والضلال ، وهكذا. وبعد الاستقصاء، وجد الباحث أن آيات الإعجاز العلمي قد تُدرج تحت ثلاثة أقسام:
ما ورد بدلالة واضحة لكن بأبعاد لم تُكتشف بعد.
أو ما ورد بدلالة غير واضحة ، ويسمى مجمل القرآن .
أو ما ورد على سبيل المثل والمجاز.
ثم دللنا على كل قسم بمثال. وبالنظر في بعض خصائص القرآن البيانية - المعينة على استخراج وفهم ما في الآيات من الإعجاز العلمي - وجد الباحث قاسماً مشتركاً بين تلك الخصائص وقاعدة أصولية مهمة يطبقها الإمام الطبري في تفسيره في كثير من آيات الكتاب العامة والمجملة، وهي: قاعدة عدم تخصيص العموم إلا بحجة يجب التسليم لها. وذكرنا بعض النماذج لتلك القاعدة ، حيث يجمع الطبري بين أقوال السلف ويعتبر اللفظ القرآني محتملاً لها كلها. والقاسم المشترك بين تلك الخصائص ، وهذه القاعدة هي توسيع رقعة المعاني المحتملة الصحيحة لآيات الكتاب العزيز، ضمن بعض الشروط والضوابط، مما يُبقي مجال التفسير مفتوحاً لما قد يظهره القرآن من إعجازٍ في العصور اللاحقة. وقد رصد البحث بعض أمثلة الإعجاز العلمي الحديثة، مع شرح كيفية توظيف تلك القاعدة فيها.
وحسن استعمال هذه القاعدة يؤدي إلى فهم شرعي رصين ، يمزج بين الأصالة والمعاصرة ، حيث يُستفاد من آراء الصحابة والتابعين في التفسير، ويُعتبر كل ما اكتُشِف من كنوز القرآن العلمية على مر العصور امتداداً لتلك الآراء وشاهداً على استمرارية إعجاز القرآن، وعلى صِدق هذا الكتاب ومن أَنزله ، سبحانه وتعالى .