الأعداد السابقة
المجلد :31 العدد : 104 2016
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
أُصُولُ الأَخْلاقِ الإِسْلامِيَّةِ
المؤلف : أ.د. وليد بن مُحمَّد بن عبدالله العليِّ
أُصُولُ الأَخْلاقِ الإِسْلامِيَّةِ قِصَّةُ يُوسُفَ عَلِيْهِ السَّلامُ أُنْمُوذَجاً أ.د. وليد بن مُحمَّد بن عبدالله العليِّ الأُستاذ في قسم العقيدة والدَّعوة بكليَّة الشَّريعة والدِّراسات الإسلاميَّة بجامعة الكويت ملخص البحث: إنَّ النَّاظر في قصص الأنبياء والمُرسلين عليهم الصَّلاة والسَّلام: يجد عظيم تخلُّقهم مع الرَّبِّ تعالى ومع النَّفس ومع سائر الأنام. وقد أودع الله تعالى في أنبيائه من الخِصَال الشَّريفة ما بوَّأهم في أُممهم رُتبة الأُسوة الحسنة، كما غرس جلَّ جلاله في رُسُله من الخِلال المُنيفة ما جعلهم لمن بعدهم القُدوة المُستحسنة، ومن تصفَّح ديوان النُّبوَّة نهل من معين الأخلاق الصَّافي؛ ومن تتبَّع قصصهم وجد في صريح سُؤْلِه الجواب الكافي. وبين أيدينا قصَّة نبيٍّ قد جعله الرَّبُّ سُبحانه من أكرم النَّاس، حيث تدثَّر من الأخلاق العظيمة والطِّباع الكريمة بخير لباسٍ. والمُؤمن إنَّما يَكْرُم على الله تعالى بقدر ما يسير إليه سَيْر الحاثِّ، ويتخلَّق بالأخلاق الإسلاميَّة التي مردُّ جميعها للقواعد الثَّلاث: الأدب مع الله تعالى والأدب مع النَّفس والأدب مع عُموم البريَّة، فهذه الثَّلاثة هي أُصول الآداب الشَّرعيَّة وقواعد الأخلاق المرعيَّة. وقد جُمعت هذه الأُصول الشَّرعيَّة الثَّلاثة الجامعة لآداب الإسلام: في وصيَّة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم التي هي من جوامع الكلام:(اتَّق الله حيثما كُنت، وأتبع السَّيِّئة الحسنة تمحها، وخالق النَّاس بخُلُقٍ حسنٍ). وقد انتظمت هذه الأخلاق الثَّلاثة أتمَّ انتظامٍ؛ في تفاصيل قصَّة يُوسف الصِّديق عليه السَّلام، فجمعها الله كُلَّها بجُملة واحدةٍ بأوجز الكلام، ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾. وسأرفع في هذا البحث النِّقاب وأكشف اللِّثام؛ عن أخلاق النَّبيِّ يُوسف الصِّدِّيق عليه السَّلام، حيث تجلَّت في سُورته الكريمة أخلاقه العظيمة حال البلاء؛ سواءٌ ما كان منها في الضَّرَّاء؛ أو ما كان منها في السَّرَّاء.