الأعداد السابقة
المجلد :31 العدد : 106 2016
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ فلسفةٌ قرآنيَّةٌ في سَبيلِ السَّلامِ العالميِّ
المؤلف : د.علي محمود عكام
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ فلسفةٌ قرآنيَّةٌ في سَبيلِ السَّلامِ العالميِّ
د.علي محمود عكام
رئيس قسم الفقه الاسلامي وأصولِه ، و مدرِّس في قسم أصول الدِّين – كلِّية الشَّريعة – جامعة
حلب - الجمهورية العربية السورية
ملخص البحث:
تنهضُ فكرةُ البحثِ على تدبُّرِ المَنهجِ الماثِل في قولِه تعالَى: ﴿اِدفَع بالَّتي هِيَ أَحسَنُ﴾( ) مِن حيثُ هو فلسفةٌ مُثلَى( ) في سَبيل السَّلام العالميِّ، ومِن حيثُ هُو مِن قبلُ مَنهجٌ قُرآنيٌّ واجبُ القَفْوِ والاتِّباع وجوبَ سائِرِ فرائضِ الإسلام، ممَّا عليه قِوامُ الدِّينِ، وبه صلاحُ الإنسان.
ومقصُودُ البحثِ -على الجُملة- تفهُّمٌ لتلكَ الآياتِ التي خاطبَت الإنسانَ على الخُصوصِ بمُمارسَةِ الدَّفعِ بالحُسنَى خطاباً أكيداً، إذ جاءتْ على سبيلِ الأمرِ القاضِي بالوُجوب.
وظنِّي أنَّ هذِه المُمارسةَ الواجبةَ لا تُؤدَّى أداءَها الأقوَمَ ما لَم تَستَقِم علَى مُدارسةٍ تأصيليَّةٍ، تجلُو أمامَها مراشِدَ التَّطبيق، وتنفي عنها خطَلَ الفهمِ، وتُجنِّبُها خطأَ الأسلوب.
هذا ما رامَ البحثُ اجتلاءَهُ والوقوفَ على معالمِه، من طريقِ ما يتَهدَّى إليهِ من بيِّناتٍ ودلائلَ تُوحيها آيُ القُرآنِ الكريم في هذَا المَساق، ولاسيَّما الآيةُ مدارُ البَحث: ﴿اِدفَعْ بالتي هيَ أحسَن﴾.
وقد تاحَ لي توزيعُ البَحثِ بينَ مباحثَ أَربعةٍ، جاءَ أوَّلُها لبيانِ معنَى (الدَّفع) وسياقِه ومقتضياتِه، وكان الثَّاني لبيانِ القيدِ الضَّابطِ لأسلوبِ الدَّفع؛ في حُدودِه الدُّنيا والعُليا، ثمَّ كان المبحثُّ الثَّالثُ لبيانِ المَقاصدِ المَرجوَّة مِن وَراءِ هذا الدَّفع ضِمن الدَّائرةِ الإنسانيَّة الأوسَع، وما يترتَّب على ذلكَ مِن تَصنيفٍ حَضاريِّ للأُممِ، وجاءَ المَبحثُ الرَّابعُ أخيراً عَرضاً لمنطلَقاتٍ نظريَّة ومُقتَرحاتٍ عمليَّة تَحفُّ بالفَلسفةِ الكَامنةِ في الآيةِ المحوريَّة محلِّ البحث، وتنبثقُ عَنها في إطار الفَلسفةِ القرآنيَّة عموماً، بما يُفعِّلُ ويُعمِّقُ فِكرةَ السَّلام العالَميِّ.
(1) فصِّلَت:34.
(2) وأعني بالفلسفة هَهُنا طريقةً في الفهم والحياة.