الأعداد السابقة
المجلد :32 العدد : 108 2017
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تنوع الإعراب النحوي وأثره في فهم النص النبوي
المؤلف : د . سعد فجحان الدوسري
تنوع الإعراب النحوي وأثره في فهم النص النبوي
د . سعد فجحان الدوسري
مدرس بقسم التفسير والحديث - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جامعة الكويت
ملخص البحث :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فالسنة النبوية لها أهمية بالغة في كثير من العلوم ، ومنها: علم العربية ؛ لا سيما ما يتعلق بالنحو وما يعرف بـ"إعراب الحديث النبوي" الذي قد تم تعريفه بأنه "علمٌ يبحث في تخريج تراكيب الحديث النبوي على القواعد النحوية المحررة" .
وكان لذلك الاعراب تاريخ حافل ، كان بدايته من فصاحة الرسول ، ثم تتابعت جهود العلماء في بيان المعاني والمفردات التي كانت في أكثرها منصبة على تفسير الغريب ، وبعض الصرف والاعراب، إلى أن جاء الإمام أبو البقاء العُكْبُري في كتابه المشهور بـ"إعراب الحديث النبوي" ، ثم تتابعت جهود العلماء بعد ذلك في مؤلفات بديعة .
وتظهر أهمية إعراب الحديث النبوي بأمثلة واقعية من السنة النبوية، تم استعراض ستة أمثلة ، منها: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي قال : (ذكاة الجنين ذكاة أمّه) ، وحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال (عليكم السكينة ، فإن البر ليس بالإيضاع) ، وغيرهما .
لقد أفضى اجتهاد العلماء عند إعراب الحديث النبوي في بعض الأحيان إلى أن وجود اختلاف بينهم في إعراب كلمة أو جملة ، وهذا الاختلاف بين المـُعْرِبين قد يتعلق به أحياناً_ تنوعٌ في فهم الحديث لذا ينبغي
الاعتناء بتوجيهات هامة قبل تناول النص النبوي بالإعراب ، وهي ستة : مراعاة تعدد الروايات عند الاعراب ، والالتزام بصحة الحديث وقبوله ، ثم العناية بمعنى الحديث قبل إعرابه ، ومراعاة ما تقتضيهالصنعة النحوية ، والخامس محاولة استيفاء جميع الأوجه الإعرابية الظاهرة التي يحتملها اللفظ النبوي ، وأخيراً الانتباه إلى الخلاف النحوي بين النحاة .