الأعداد السابقة
المجلد :33 العدد : 113 2018
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
قيمة الرحمة في تعامل الرسول مع المرأة وتطبيقاتها في سيرته.
المؤلف : د. مها جريس محمد الجريس
قيمة الرحمة في تعامل الرسول
مع المرأة
وتطبيقاتها في سيرته.
د. مها جريس محمد الجريس
أستاذ مساعد بقسم الثقافة الإسلامية -كلية الشريعة- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- المملكة العربية السعودية
ملخص البحث :
تشغل حقوق المرأة مساحة واسعةً من جدلٍ عالمي، وفي الوقت ذاته تتزايد معدلات العنف ضدها في كثير من البلاد، ومع هذا وذاك، يخطئ البعض في فهم بعض المعاني الشرعية كالقوامة، وقد يسيء استخدام حق الولاية ونحوها، ومن هنا يأتي هذا البحث لتأكيد قيمة الرحمة في التعامل مع المرأة في الإسلام، وذلك بتجلية مظاهر هذه القيمة في سيرته r الذي هو قدوة للمؤمنين، والذي أوصى باحتذاء سيرته الأسرية خاصة بقوله: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" ومن خلال هذا الاستقراء والتأصيل للرحمة التي كانت منهجاً للنبي r في التعامل مع المرأة، يتضح الفرق بين الحقوق القانونية، والمعاني الإنسانية التي لا يمكن زرعها بمجرد سن القوانين، والتي لا ينال كثيرٌ منها إلا بحكمٍ قضائي، بينما يجعل الإسلام الرحمة منهج حياة، وأدب عشرة، ومسؤولية أخلاقية واجتماعية وشرعية. وخلق الرحمة من أنبل الأخلاق وأعظمها أثراً على صاحبها وعلى الناس في الدنيا والآخرة، والرحمة هي رِقَّة في النفس، تبعث على سَوق الخير للغير، وقد تمثلت في تعامله مع المرأة في حياته الأسرية، وفي سيرته العامة، وتكاثرت أيضاً في وصاياه لأصحابه، وكانت تطبيقاتها في السنة وافرة متكاثرة، وقد تقسمت في هذا البحث إلى قسمين: تطبيقات الرحمة في سيرته r بعموم النساء، وتطبيقاتها في محيط الأسرة. وتلخصت في القسم الأول بجانب التطبيقات كمواقف، وجانب الوصايا. أما في محيط الأسرة فتقسمت لمباحث موزعة للتطبيقات الأسرية بين الأم والبنات والزوجة والأخوات. وقد أوردت من النصوص في سنته r ما يؤيد هذه التطبيقات، ويوضح جوانب الرحمة فيها، ليظهر للمتأمل أن الرحمة بالمرأة كانت خلقه الأصيل r الذي لا ينفك عنه، ولا يحيد، وهو الخلق العظيم الذي يكاد يكون مفقوداً في التعامل مع المرأة في هذا الزمن الذي غلب فيه الحديث عن الحقوق المادية، وتُركت المرأة لتنتزعها انتزاعاً بقوة القانون، حتى انتهت فيه حياة كثير من النساء إلى العنف بألوانه، وعلى أحسن الأحوال إلى المشاحنة والتضييق، وسط غياب أو تهميش للقيم الإسلامية.