الأعداد السابقة
المجلد :18 العدد : 53 2003
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
فلسفة التكليف بالواجب الكفائي
المؤلف : د. العبد خليل محمد أبو عيد
فلسفة التكليف بالواجب الكفائي
د. العبد خليل محمد أبو عيد
فرض الكفاية من أهم البحوث التي حظيت بقسط وافر من اهتمام علماء الأصول نظراً لما له من مساس بكيان الأمة ووجودها المادي والمعنوي
ومعنى الكفاية في اللغة : ما يكفي لسد الحاجة وهو في الاصطلاح : أمر مهم بقصد حصوله من غير نظر بالذات إلى فاعله وفروض الكفاية تغطي مساحة واسعة من أفعال المكلفين ويدخل في جميع المجالات مثل إقامات المؤسسات العامة ومراكز العلم
– بجميع فروعة وإنشاء الجيوش والمصانع والزراعة والقضاء والمساجد والمدارس .
وهو في بعض الحالات يقدم على فرض العين وتعود أهمية فروض الكفاية إلى مدى حاجة الأمة الإسلامية لتحصيلها كي تحافظ على ذاتها ومصالحها الدينية والدنيوية .
- وللعلماء في المخاطب بالواجب الكفائي مذهبان .
الأول : مذهب الجمهور القائل : بأن التكليف بالواجب الكفائي موجه إلى كل فرد من أفراد المكلفين والثاني : مذهب المعتزلة وبعض الفقهاء القائل بأن المخاطبين بالواجب الكفائي هو بعض المكلفين لا جميعهم .
- وبعد استعراض أدلة الفريقين ظهر أن المنطق التشريعي يقضي برجحان ما ذهب إليه جمهور الفقهاء إذ أن في توجه الخطاب إلى الجميع ما يشعر كل فرد بمسؤوليته في إيجاد الفعل ومن هذا المنطلق نجد أن الإسلام يدعو إلى رعاية الموهوبين في التخصصات المختلفة من أجل القيام بالفروض الكفائية على أكمل وجه .
- إن المسؤولية المشتركة في أداء الواجبات الكفائية تجلى في شتى شؤون الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والعلمية وفي هذا دلالة على واقعية التشريع الإسلامي وصلته القوية بالحياة الإنسانية تشريعاً وتدبيراً .