د. زياد خليل محمد الدغامين .
إن تفسير المنار نمط ذو صيغة تجديدية في التعامل مع القرآن الكريم انبنى على خطاب وعظي إرشادي ولكنه لم ينتظم في منهج جديد محكم متكامل القواعد والأسس على الرغم من دعوته إلى تخليص تفسير القرآن من الشوائب والحجب وأن مؤلفه قد أردك قيمة الفهم الموضوعي الاستقرائي للنص القرآني ودعا إليه لكن لا على ذلك الاستيعاب والشمول الذي يجسد حقائق القرآن المعجزة في المعترك الحضاري المعاصر ولو فعل ذلك لكان مجدداً في منهج فهم القرآن. لقد تشتتت جهوده في تفسير المنار على الرغم من غزارة وفائدة ما أورده ؛ لأنه أخذ على عاتقه مهمة البحث في موضوعات أمه بأسرها وهذا ما يحتاج إلى خبرة واختصاص وفرق بحثيه متكاملة .
على أن الشيخ قد أعطى قدراً كبيراً من العناية في حديثه عن مقاصد القرآن وحدد أهداف القرآن وغاياته في عشرة مقاصد رئيسية شاملة :
المقصد الأول : بيان أركان الدين : التوحيد والبعث والجزاء والعمل الصالح .
الثاني : بيان شؤون النبوة والرسالة ووظائف الرسل .
الثالث: بيان أن الإسلام دين الفطرة السليمة والعقل والفكر والعلم والحكمة والفقه والبرهان والحجة والضمير والوجدان والحرية والاستقلال .
الرابع بيان الإصلاح الإنساني الاجتماعي السياسي الوطني بالوحدات الثمان : وحده الأمة وحده الجنس البشري وحده الدين وحده التشريع بالمساواة في العدل وحده الأخوة الروحية والمساواة في التعبد وحده الجنسية السياسية الدولية وحده القضاء وحده اللغة .
الخامس : بيان مزايا الإسلام العامة في التكاليف الواجبة والمحظورة .
السادس : بيان حكم الإسلام السياسي الدولي نوعه وأساسه وأصوله العامة .
السابع : بيان الإصلاح المالي .
الثامن : إصلاح نظام الحرب ودفع مفاسدها وفلسفتها .
التاسع : إعطاء النساء جميع الحقوق الإنسانية والدينية والمدنية.
العاشر: بيان هداية الإسلام في تحرير الرق .
ويكن إجمالي هذه المقاصد في أمرين .
الأول بيان التصور الحق لله الخالق والكون الدال على خالقة والإنسان الخليفة وهذا مما سبق العلماء إلى بيانه بصورة إجمالية .