الأعداد السابقة
المجلد :17 العدد : 49 2002
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
أسلوب التضامن وأثره في التفسير
المؤلف : د. زيد عمر عبد الله
أسلوب التضامن وأثره في التفسير
د. زيد عمر عبد الله
(1) التضمين أسلوب بلاغي رفيع ورد في كلام العرب بكثرة وهو أحد أساليب القرآن البيانية لا يأتي إلا لفائدة كما قال السيوطي وتؤدي الكلمة فيه مؤدى كلمتين كما قال ابن هشام وهو بحر لا ينضب كما شهد بذلك ابن جني .
(2) كان التضمين أحد أبرز الأساليب التي خرجت عليها كثير من الاستعمالات في القرآن الكريم وفي كلام العرب وهو يأتي بعد أسلوبي الحذف والإضمار في هذا المضمار
(3) عني بأسلوب التضمين ابتداء طائفة من النحاة جلهم من مدرسة البصرة
–وهو عندهم إشراب لفظ معنى لفظ – التي رفضت القول : بأن لحرف الجر أكثر من معنى ومن ثم رفضت مسألة تناوب الحروف التي اعتمدتها مدرسة الكوفة وتابعها في ذلك آخرون .
(4) كانت العناية بأسلوب التضمين دون ما يستحق حين أعرض عنه نجاة كثيرون استغناء بالقول بتناوب الحروف نظر إليه آخرون على أنه مجرد مخرج توجه في ضوئه استعمالات على الرغم من اعترافهم من الناحية النظرية بفائدته وبجماله .
(5) أغفل الرواد الأوائل ممن يمكن أن نسميهم مفسري النحاة التضمين في دراستهم للنص القرآني مثل : الأخفش الأوسط والفراء وابن قتيبة مكتفين بتوجيه النص في ضوء تناوب الحروف .
ولقد تأثر بهم كثير من المفسرين فعلى الرغم من حضور أسلوب التضمين في تفسيرهم وحمل كثير من النصوص عليه إلا أنه لم يكمن ذا ميزة أو مقدماً عند كثير منهم على تناوب الحروف بل إنهم أغفلوا كثيراً من الآيات التي يمكن حملها بلا تكليف على أسلوب التضمين .
إن شيخ المفسرين الطبري وجه عدداً من الآيات في ضوء أسلوب التضمين لكنه لم يقدمه على القول بتناوب الحروف وابن كثير الذي استحسن القول بالتضمين في مواضيع أغفله في مواضيع أغفله في مواضيع أخرى .