الأعداد السابقة
المجلد :17 العدد : 48 2002
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
التحسين والتقبيح العقليان عند حنفية نجاري
المؤلف : د. عبد الحكيم بن يوسف الخليفي
التحسين والتقبيح العقليان عند حنفية نجاري من علم الكلام إلى فلسفة التشريع
د. عبد الحكيم بن يوسف الخليفي
يمكننا أن نجمل أهم نتائج هذا البحث فيما يلي :
أظهر لنا هذا البحث كيف أن موقف الماتريدية من قضية التحسين والتقبيح العقليين لم يكن موقفاً تلفيقياً بين موقفين متعارضين هما موقف المعتزلة والأشاعرة ذلك أن الموقف التلفيقي غالباً ما يكون محكوماً ومقيداً بالتعارض الذي يريد أن يقدم له حلاً مما يفقده القدرة على تقديم رؤيته الخاصة به وأن تصبح تبعاً لذلك رؤيته حبيسة التعارض بين ذينك الموقفين ولما لم يكن الموقف الماتريدي ناجماً عن رد فعل لموقفي كل من المعتزلة والأشاعرة أمكنه أن يقدم رؤيته الخاصة به في المسألة سواء في أساسها النظري أم في نتائجها العملية .
إن السؤال الذي تطرحه قضية التحسين والتقبيح العقليين هو هل يمكن أن يخضع الفعل الإلهي للتعليل ؟ وما إذا كانت ذلك لها يتعارض مع إطلاقية الكمال الإلهي . فكان أن طور الماتريدية حلهم لهذه المعضلة وذلك من خلال مفهومهم للعاقبة الحميدة والتي بواسطتها أمكن تعليل الفعل الإلهي بما لا يتنافى واطلاقية الكمال الإلهي .
بدأ وضاحاً كيف أن الحل الماتريدي للمسألة – أما في جانبها الكلامي أو في جانبها التشريعي – استطاع أن يستقطب اهتمام المتأخرين من أتباع المدرسة الفقهية الأخرى على اعتبار أنه أكثر توافقاً مع العقل كأداة مطلوب من العبد أن يستغلها في التفسير والتعليل مع عدم تعارض ذلك مع اطلاقية الكمال الإلهي وحصر الحاكمية فيه .