الأعداد السابقة
المجلد :15 العدد : 43 2000
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
عدد من القضايا العقدية وصلتها بالاختلافات اللغوية والمنطقية – دراسة مقارنة –
المؤلف : د. عنــاية الله إبــلاغ
عدد من القضايا العقدية وصلتها بالاختلافات اللغوية والمنطقية – دراسة مقارنة –
د. عنــاية الله إبــلاغ
الفكرة الرئيسية : هي الكشف عن الفروق الأساسية بين علماء الصرف والنحو والبلاغة والمنطق في مصطلح المفرد والمركب ، وأثر هذه الفروق في بعض القضايا العقدية .
وقد تباينت آراء الصرفيين والنحاة والبلاغيين والمنطقيين فيما يعدونه مفرداً وما يعدونه مركباً بحسب غرض كل علم .
وهذه الاختلافات تسببت في عدة أمور ، منها : الاختلافات في القضايا العلمية وتتفرع منها الموضوعات العقدية التالية :
1. التفريع الأول :-
في كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) فهذه الكلمة كلام في اصطلاح النجاة ، هي خبر عند البلغاء وقضية عند المناطقة ، ولكن المتكلمين يطلقون عليها كلمة التوحيد ، وبذلك يؤول الكلام المركب إلى مفرد كما يؤول المفرد عندهم مثل لفظ التوحيد إلى مركب إضافي وهو : (توحيد الله ) .
والبحث حينما يوضح معنى التوحيد وتفصيل ( لا إله إلا الله ) يشير إلى الإفادة اللغوية المنبثقة منها .
2. التفريع الثاني :-
في توضيح لفظ ( إيمان ) وبينان أركانه ، وتوضيح لفظ الجلالة ( الله ) ويذكر في هذا التفريع أن الإيمان لفظ مفرد ، ولكنه في المذاهب الصحيحة المعتبرة مركب من ناحية المعنى ، لأنه يشتمل على الإقرار والتصديق ، أو الإقرار والتصديق والعمل ؛ أما من يجعله مفرداً لفظاً ومعنى بحيث لا يشتمل إلا على الإقرار فقط ، أو التصديق فقط ، أو المعرفة فحسب ؛ فليس من المذاهب المعتبرة ويبحث في هذا التفريع أيضاً معنى الإيمان باعتبار مادة الكلمة ، وأن معناه إعطاء الأمن ، ولكنه يستعمل في معنى التصديق بطريق النقل أو المجاز .
وأيضا ذكر في هذا التفريع أن قول القائل ( آمنت بالله ) إخبار لفظ ، ولكنه إنشاء معنى .
3. أما التفريع الثالث :
ففي تعبير ( الله الواحد الأحد ) وبيان التحليلات الغوية العديدة في لفظ الجلالة ( الله ) والتفصيل حولها .
4- التفريع الرابع :-
عبارة عن بيان الأقوال في : ( أنا مؤمن حقاً ) و ( أنا مؤمن إن شاء الله ) وبيان أن الإيمان ليس عبارة عن المعرفة وحدها فيكلا القولين كما هو مذهب الجهمية ويلخص الرد على القائلين بأن الإيمان معرفة بالآتي :-
أ- المعرفة تصور محض والإيمان لا يحصل بالتصور المحض ، بل يحصل بالتصديق .
ب- التصور المحض لا يترتب عليه شيء من الثبوت والحكم .
ج- كثير من الأدلة القرآنية تدل على أن المعرفة شيء والإيمان شيء آخر من ذلك قول الله تعالي :-
(الذين إتيناهم الكتب يعرفونه أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهو يعلمون (146) ) سورة البقرة آية 146 .
فالمعرفة لا تكفي لتكون إيماناً إلا إذا أضيف إليها التصديق الاختياري الذي يترتب عليه التكليف مع الجزم وعدم التردد .