الأعداد السابقة
المجلد :15 العدد : 43 2000
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
هل انتهى الاستشراق حقاً ؟
المؤلف : د. مازن بن صلاح مطبقاني
هل انتهى الاستشراق حقاً ؟
د. مازن بن صلاح مطبقاني
يعتقد بعض الباحثين أن الاستشراق قد استنفذ أغراضه ، وانتهى أثره والواقع خلال ذلك .
ذلك أن من له اطلاع على أقسام الدراسات العربية ، وأقسام الدراسات في الاستشراق مستمر ومتواصل ، وأن القوم لم تنقطع صلتهم بالحركة الاستشراقية .
وربما يكون قد تغير الاسم ، ودخل في هذه الدراسات باحثون لا يتصفون بالصفات والمؤهلات التي كانت للمستشرقين السابقين ، غير أن العمل في بحث قضايا المسلمين مازال مستمراً وإن تغيرت الأساليب والوسائل .ذلك أن كلمة الاستشراق
– بسبب ما صاحبها – قد أصبحت ملوثة ينفر منها الناس بسبب طمسهم وتشويهم لحقائق الإسلام وأهله . ومن هنا عمد الغربيون إلى تغير المسميات مع الاستمرار في أداء مهمة المستشرقين ، بل وزادوا عليهم ، وهذا ما جعل الاستشراق موجوداً ومتحلياً بشخصية أيديولوجية واجتماعية وسياسية .
ومن الباحثين من يرى أن الاستشراق
– في العصر الحاضر – ينقسم إلى تيارات عديدة منها : ما يطالب باستمرار الاستشراق في اهتماماته القديمة وحجتهم أن الاهتمام بالقضايا السياسية المعاصرة يتطلب اتخاذ موقف منها وهو أمر يتركه المستشرقون لرجال السياسة ، بينما يطالب الشباب أن يهتم الاستشراق المعاصر ببحث العلاقات الإسلامية المسيحية المعاصرة ، وهذا ما حدث في مؤتمر المستشرقين الألمان الذي عقد في مدينة (توبنجن صيف عام 1982 م ) وأبرز معاقل الاستشراق الحديث والتي يدل نشاطها على استمراره ما يلي :-
- جامعة برتستون : فقد أسس المؤرخ اللبناني فيليب حتى برنامج دراسات الشرق الأوسط في الجامعة عام 1927 مع صديقة ( بابارد دوج ) ولا يزال نشاطها على اشده بإصدار الكتب وإقامة الندوات .
- معد الشرق الأوسط : تأسس عام 1946 للمساعدة في ملء الفراغ لدى الأمريكيين ، وكان دهدفه الأساس إصدار مجلة الشرق الأوسط ، وعقد مؤتمر سنوي في واشنطن ، بالإضافة إلى المؤتمرات والندوات الأخرى في مناطق مختلفة .
- معهد بروكنجز ، معهد الولايات المتحدة ، وجامعة جورج تاون وجامعة انديانا بلومنجتون وغير ذلك من المؤسسات وكلها ما تزال تؤدي دور الاستشراق على أكمل وجه .
وغير ذلك كثير ، مثل جمعية دراسات الخليج تأسست عام 1990 في أمريكا ، ورابطة الشرق الأوسط تأسست عام 1990 ، ومؤسسة راند ومعهد البحوث والدراسات حول العلم العربي الإسلامي باكس إن بروفانس . وهو من أنشط وأهم مراكز البحث العلمي حول العالم العربي في فرنسا . ومركز دراسات الشرق الأدنى والأوسط انشئ عام 1966 وكل هذه الجامعات والمعاهد والمدارس ما تزال تقوم بمهام المستشرقين . بل وطورت من وسائلها مستفيدة من التقنية الحديثة .