الأعداد السابقة
المجلد :19 العدد : 56 2004
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الجملة المعترضة في القرآن
المؤلف : د. سامي عطا حسن
الجملة المعترضة في القرآن
مفهومها .. وأغراضها البلاغية
د. سامي عطا حسن
تهدف هذه الدراسة إلى إثبات أن الاعتراض في القرآن ليس وسيلة لتحسين الكلام فحسب ، وليس حشوا يمكن الاستغناء عنه ، بل إنه إذا وقع موقعه المناسب كان من مقتضيات النظم ، ومن متطلبات المقام ، ولو أسقط من السياق سقط معه جزء أصيل من المعنى ، فهو يحمل بجانب كونه جزءاً من المعنى الأصلي معاني فرعية أخرى ، تلتحم جميعاً في تكوين معنى كلي ، وأن الجملة القرآنية عموماً قد اختيرت بعناية ، ثم نسقت في سلك واحد ، فلا ضعف في تأليف ، ولا تعقيد في نظم ، ولكن حسن تنسيق ، ودقة ترتيب .
وقد تضمنت الدراسة جملة حقائق أهمها :
-
أن الاعتراض ليس وسيلة للتحسين فحسب ، وليس حشواً يمكن الاستغناء عنه ، بل إذا وقع موقعه المناسب ، كان من مقتضيات النظم ، ومتطلبات المقام ، ولو سقط من السياق سقط معه جزء أصيل من المعني .
-
لم يكن من العبث صياغة الجملة في اللغة العربية بأشكال مختلفة ، فلكل صورة هذه ولكل تركيب غاية ، وفي ذلك توسع في الأساليب ، ودقة في الأداء والتعبير .
-
أن توظيف الجملة الاعتراضية لتحقيق بعض المعاني التي يريد الأديب التعبير عنها ليس بالأمر الجديد ، فقد عرف تراثنا الأدبي هذه الظاهرة الأسلوبية ، وترددت في أرقى نماذجه وهو القرآن الكريم ، كما تكررت في كلام بلغاء العرب وفصحائهم ، خلافاً لمن ادعى قلته ، أو حاول حصره في دائرة الجمل الدعائية .
-
بينت من خلال الأمثلة المضروبة ، أن الاعتراض يقع في أثناء الكلام بين جملتين متصلتين لفظاً أو معنى ، لا بعد تمامه كما تصور بعض البيانيين والمفسرين .