الأعداد السابقة
المجلد :19 العدد : 57 2004
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
رسالة ابن كيران.. بتأييد المولى سليمان في رده
المؤلف : دراسة وتحقيق : د. شافع ذيبان الحريري .
رسالة ابن كيران.. بتأييد المولى سليمان في رده
على البيضاوي تفسيره لقوله تعالى:(( إنا عرضنا الأمانة ...))الآية.
دراسة وتحقيق : د. شافع ذيبان الحريري .
فسَّر الإمام البيضاوي – رحمه الله – العرض والإباء والإشفاق في قوله تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً [ الأحزاب : 72 ] ، على ضربٍ من التأويل ، فلا ثمَّ عرضٌ ولا اختبار ولا إباء ولا إشفاق على الحقيقة ، ولا عرضٌ على الإنسان وقبول منه على تلك الطريقة ، وإنما هي من باب التصوير والتمثيل ، والله سبحانه وتعالى خلق الجمادات على صفة لا تصلح للتكليف ، وعلمَ منها ذلك ، وخلق الإنسان على صفة تصلح للتكليف وعلم منه ذلك ، فكلّفه ، وأن هذا هو مقتضى حكمته في الكل .
وَبيَّنَ أن المراد بالأمانـة : العقل والتكليف ، وبعرضها على السموات والأرض والجبال ، اعتبار ما بالإضافة إلى استعدادهن ، وبإبائهن الإباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والاستعداد ، وبحمل الإنسان قابليته واستعداده .
فاعترض على ذلك المولى سليمان ، ووجّه الآية على ظاهرها ، وكتب بذلك إلى شيخه ابن كيران ، فتلقف خطابه ، وشرحه برسالة انتصر فيها لمذهب الجمهور ، مسترشداً بما في الدر المنثور من أن العرض والإباء حقيقيان ، وأن العرض عرض تخيير ، لا عرض عزيمة وتحتيم ، فكان الإباءُ إباءَ خوفٍ وإيثارٍ ، لا إباءَ مخالفةٍ وعصيان .