الأعداد السابقة

ولا شك أن الدعوة بحاجة إلى استخلاص جيل من القادرين على تحمل هذه التبعة ، يزودون بالعلم والخلق ويكونون راغبين راهبين ، لا منتفعين ولا متلونين ، وهم جند الله الذين يجاهدون بغير سلاح ، إلا سلاح الوحي والحجة ، علمهم وخلقهم معهم ، ولديهم وسائل مكافئة لما عند الآخرين ، منورو البصائر ، مشرقو العقول ، قد نذروا لله أرواحهم وعقولهم وتخلقوا بأخلاق النبوة ، واقتدوا بالصحابة في جهادهم ، وحبهم لله ولرسوله .

وإذا كان التبشير يعمل الآن بما يقرب من خمسة ملايين مبشر ، فإنني أرجو أن يعمل المسلمون في نشر الإسلام ، ولو بمائة ألف ، يربون ويرسلون إلى كل أصقاع المعمورة ، لتسمع صوت الإسلام .

كما أنـه لا بد أن يكون هناك من الوسائل ما لدى الغير : من كتب ، وأشرطة وإنترنت ، ومعونات ، ومعاهد ، وطب ، وأن يمول هذا من أهل الخير الراغبين في عمل الخير ، والمؤملين في الجنة .

ومن فترة طويلة تنبه المسلمون إلى الوسائل الاجتماعية وأثرها في نشر الدعوة بين غير المسلمين ، وزيادة تمسك المسلمين بدينهم ، فتأسست لذلك جمعيات ، كما كتب الكاتبون حول هذه الوسائل وما يستفيده منها المسلمون من دعاية لدينهم ولأمتهم .

إن الكلمة صارت تقطع أرجاء الأرض من أقصاها لأقصاها في دقائق ، فما أحرى المسلمين أن يسمعوا شعوب الأرض صوت الإسلام ، ويظهروا لهم أخلاقه ، وفي هذه المرحلة التي سيطرت فيها المادية يحتاج الناس إلى روحية الإسلام ، ترطب الجفاف الذي يعيشونه ، وتربت على ظهورهم التي تنوء بثقل المادة واللهث وراءها .