الأعداد السابقة
المجلد :13 العدد : 35 1998
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
مسألة التصحيح والتحسين في الإعصار المتأخرة
المؤلف : د. عبد الرزاق خليفة الشايجي
مسألة التصحيح والتحسين في الإعصار المتأخرة
د. عبد الرزاق خليفة الشايجي *
يمكن إجمال القول في المسألة بالنقاط التالية :-
1 - وإن أول من أفتى بإغلاق باب الاجتهاد في صحيح الأحاديث وتحسينها هو الحافظ أبو عمرو بن الصلاح المتوفى سنة (634هـ) ، وقد بنى فتواه هذه على قوله بإغلاق باب الاجتهاد في الفقه ، ولضعف أهلية المتأخرين بالنسبة للمتقدمين .
2 - ليس لابن الصلاح سلف فيما ذهب إليه ، وإن عمل أهل عصره - ومن بعدهم -على خلاف ما قال ، فقد أجازوا النظر في الأحاديث والحكم عليها صحة وضعفاً ، كما صحح جماعة من المتأخرين أحاديث لم يسبقوا إلى تصحيحها .
3 - إن القرن الذي انتهى فيه قبول تصحيح الأحاديث وتحسينها هو نهاية عصر الرواية المتمثل بنهاية القرن الخامس الهجري .
4 - إن الإمام النووي المتوفى سنة ( 676 هـ ) هو أول من رد من أهل العلم على ابن الصلاح .
5 - وإن الحافظ ابن حجر المتوفى سنة ( 853 هـ ) ناقش قول ابن الصلاح مناقشة علمية دقيقة دحض فيها حجيج ابن الصلاح ، ولقد امتازت مناقشتة لابن الصلاح بالاستيعاب حيث فاق فيها مناقشة شيخه العراقي لابن الصلاح .
6 - وقع الإمام ابن الصلاح فيما فر منه ، فحكم على مجموعة من الأحاديث ، وتعقب طائفة من الأئمة المتقدمين بحكمهم على الأحاديث .
7 - إن تمييز الأحاديث والحكم عليها أمر مطلوب شرعاً .
8 - لو سلمنا جدلاً بصحة مقولة ابن الصلاح لاصطدمنا بأحاديث لم يحكم المتقدمون عليها ولم يبينوا مرتبتها ، فإن لم ينظر فيها ويحكم عليها فهى أمام أمرين :
- إما أن تترك من غير حكم عليها، ويترك العمل بها ، وهذا تضييع لها ولا يجوز .
- وإما أن يعمل بها وهى على حالها من عدم معرفة درجتها ، وهذا لا يجوز ، فلا بد من التصدي لها .
9 - دعوة سد باب الاجتهاد في تصحيح الأحاديث وتحسينها دعوة عارية عن الدليل .
10 - وما زال الحكم على الأحاديث أمراً ممكناً عن توافر الأهلية فلا يصح قفل هذا الباب .