الأعداد السابقة
المجلد :14 العدد : 37 1999
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
القرآن بين آفاق القراءة والتلاوة
المؤلف : د. زياد خليل محمد الدغامين
القرآن بين آفاق القراءة والتلاوة
د. زياد خليل محمد الدغامين *
مما لا شك فيه : أن تأخر أمتنا عن الركب الحضاري في العصر الحاضر إنما سببه بعدها عن مصدر عزتها القرآن الكريم ، وعدم تحقيق مقاصده ، وإقامة ما شرع من أحكام ولا شك أن قراءة القرآن وتلاوته هما مفتاح فهمه وتذوق حلاوته ، وتطبيق أحكامه ، ذلك أن تالي القرآن بقلب حاضر ووعي وبصيرة ، يخشع قلبه ويلين لذكر الله تعالى وينعكس أثر ذلك على سلوكه وتصرفاته .
فمن معاني القراءة في الاصطلاح : استظهار القرآن عن ظهر قلب بتفهم وإتقان ، وإدراك معانيه وأسراره بقدر الإمكان ، ليحيا القلب في ظلاله ، وتتحقق عبوديته لله تعالى .
أما التلاوة : فهي اتباع هدى الـقرآن ، والاستمرار على ذلك من غير فصل ، فالقرآن للأنفس بمنزلة الغداء للأبدان ، وهو محقق للقلب والنفس تمام الالتزام والترقي نحو الكمال . وفي خلال نصوص القرآن نجد : أن القراءة إنما تكون في مواجهة المشركين [[ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستورا ]]
45- الإسراء ، وأمثال ذلك كثيرة .
أما التلاوة : فقد ورد فعلها الثلاثي بتصريقاته المختلفة ومن القرآن الكريم أكثر من ستين مرة ، في إحدى وخمسين آية ، وكان وروده في سياقات متعددة المقاصد والغايات ، فوردت ست عشرة مرة مقترنة بالكتاب
– الكتاب السماوي المنزل – والصحف ، ووردت إحدى وثلاثين مرة مقترنة بآيات الله ، وفي سبع مرات مقترنة بالأنباء والذكر ، وورد بقيتها في معاني أخرى ، وقد وردت في آيات القرآن المكي والمدني .