الأعداد السابقة
المجلد :14 العدد : 37 1999
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الحسد والعين في ضوء الكتاب والسنة النبوية
المؤلف : د. السيد محمد السيد نوح
الحسد والعين في ضوء الكتاب والسنة النبوية
د. السيد محمد السيد نوح*( باحث رئيس )
د. وليد محمد الكندري
( باحث مشارك )
1 - إن الحسد والعين بينهما عموم وخصوص وجهي ، بمعنى أن الحسد أعم من وجه ، وأخص من وجه آخر ، وكذلك العين ، فمن حيث السبب أو الباعث على الحسد والعين يتلفيان فيما كان سببه أو باعثـه : البغض والكراهية للنعـمة التي تكون عند الغير وإرادة زوالها عنه ، وتنفرد العين فيما كان سببه الإعجاب والاستحسان ، ومن حيث السعي في إزالة النعمة عن الغير ، يلتقيان فيما كانت وسيلته الرؤية ، أو التوجه بالروح ، أو الوهم والتخيل ، وينفرد الحسد فيما كانت وسيلته غير ذلك ، من الاتصال ، والملامسة ، أو النميمة ، أو الأدعية ، والرقى ، والتعوذات .
2 - إن الحسد والعين ثابتان بدلالة النقل والعقل ، والتأثير إنما يكون بإذن من الله
– عز وجل – الأمر الذي يقتضي عدم الخوف من أحد إلا من الله وحده ، ويقتضي – كذلك – مزيداً من التملق لله ، حتى يحمي من كيد الحساد ، والعائنين .
3 - إن الحسد منه ما هو مذموم ، ومنه ما هو محمود ، حسب حال المحسود ، والحاسد ، وأنه لا عقاب على من كان حسده في قلبه ، ولم يسع لإبرازه إلى عالم الوجود .
4 - إن الحسد لا ينشأ من فراغ ، وإنما له أسبابه وبواعثه الذاتية والغيرية ، كما أن له آثاره الفردية والاجتماعية ، والتي تتعدى الدنيا إلى الآخرة .
5 - إنه لا يصح المبادرة باتهام أحد بأنه حاسد أو عائن ، والا كانت الشكوك ، وفقد الثقة بين الناس ، وبالتالي تكون الفرقة والقطيعة ، الأمر الذي يفتح الباب في وجه الأعداء ، فيسلطوا على الإسلام وأهله ، وإنما لا بد من الدليل اليقيني القطعي ، وذلك أمر بعيد المنال .
6 - إن للوقاية من الحسد ، بل العلاج : أساليب ، ووسائل كثيرة ، بعضها جاءت به السنة وحدها ، وبعضها جاء بالكتاب والسنة ، وبعضها مستقى من الواقع مادام لا يتصادم مع الكتاب والسنة .