الأعداد السابقة

د. ناجي محمد داود سلامة

الباحث في كتب العهد القديم يجد أن دعوى الإلهام والحجية فيها دعوى داحضة ، تفتقر إلى البرهان ، حيث إن أي كتاب سماوي لا بد أن يتوفر فيه شروط ، حتى تتحقق فيه الحجية والإلهام ، والعهد القديم يفقد هذه الشروط .

فالسند المتصل مفقود ، وكذلك النسخ الأصلية مفقودة .

ثم إن النسخ الموجود مختلفة فيما بينها في الألفاظ والمعاني .

كما أن كتب هذا العهد أخذت حجيتها وقدسيتها على مراحل ، فسلفهم رفض بعض الكتب التي أقرها من أتى بعدهم ، ثم إذا بهذه الكتب ترفض ثانية بعد اثني عشر قرناً من إقرارها من قبل البروتستنت .

وأنى لكتبهم الإلهام والحجية وهي تصف الله تعالى بما لا يليق ، كما أنها تطعن في رسله الكرام صلوات الله عليهم !

وأخيراً كيف تكون وحيا ، وتقوم بــها الحجة ، وهي مملوءة بالتناقضات والاختلافات والأغلاط !

ما من شك أن هذه الأشياء جميعاً تجعل المنصف يجزم بأن هذه الكتب تفقد ما يدعونه من الحجية والإلهام فيها .