الأعداد السابقة

ابن باديس المجدد الديني والمصلح الاجتماعي

هو : عبد الحميد بن مصطفى بن مكي من باديس ، ولد في مدينة قسنطينة من شرق الجزائر ، يوم 4/12/1889 م من بيت يتمتع بالشهرة والثراء العريض ، تعلم القراءة والكتابة في منزل والده ، وأتم حفظ القرآن في الثالثة عشرة من عمره ، وأخذ عن علماء عصره علوم القرآن والعربية ، وسافر بعدها إلى تونس لمتابعة تعليمه في جامع الزيتونة ، وبعد أربعة أعوام حصل على شهادة التطوع عام 1912 م ، وتابع كل جديد تخرجه مطابع الشرق ، وعاد إلى قسنطينة ، وشرع في العمل التربوي ، وإحياء روح الجهاد ضد الفرنسيين مما عرضه لمضايقات كثيرة ومتنوعة ، مما فاضطر ه للعودة إلى تونس ، ومنها إلى الحجاز مروراً بمصر ، وكان – عند نفسه – بين خيارين :-

فاختر طريق الكفاح ، والعودة لمتابعتة في أرض الوطن ، وقد كان زاده : إيمانه وتقواه ، وصلة الدائمة بالكتاب والسنة ، كما كان حريصاً على الالتزام بهدي الوحي - نصاً ، وفهماً . وكان أبعد ما يكون عن إنشاء مذهب فلسفي ، بل كان هذا أبعد شيء عن فكره ، وكان له اتجاه خاص في فهم كثير من النصوص القرآنية والنبوية ، مما كون له اتجاهاً ينسب إليه ، وقد جمع بعد موته في كتاب [ العقائد الإسلامــية ] ، وإلى جانب نهجه الإصلاحي وجهده الدائب فيه – فقد كان ضليعاً في فهم الفقه – بحرص على استنباط كثير من أحكام الوقائع المستجدة من أصول التشريع .