اختلاف العلماء في بيان معنى ( إلى )
وأثره في الفروع الفقهية
د. عبد السلام صبحي حامد
يتناول هذا البحث حرفاً من حروف اللغة العربية وهو حرف إلى إذ لهذا الحرف جملة من المعاني عند أهل اللغة ، ولهذه المعاني فوائد وآثار عند استعمالها بين الناس ، فكان ذلك مدعاة لاهتمام الأصوليين والفقهاء بها ، لبناء الأحكام على هذه المعاني إذا ما استعملها الناس سواء في المكان أو الزمان أو المعاني .
لذا اشتدت حاجة الفقيه لمعرفة معانيها وأي هذه المعاني لـه أثره ، وهذا ما يسمى – من وجهة نظري – بـ ( فقه الحرف ) ، فعنى الأصولييون بها في كتبهم ، وعلل أو وجه الفقهاء الحكم في مسائلها على معانيها ، فظهر الاختلاف كما ظهر الوفاق .
وقد أوردت مذاهب أهل اللغة ومذاهب الأصوليين والفقهاء في المعاني التي اشتدت الحاجة إليها ، وأي من هذه المعاني كانت موضع اهتمام من الأصوليين والفقهاء ، وفي ايها تكون ) إلى ) حقيقة .
وهذه المعاني هي : مجيء ( إلى ) بمعنى ( في ) .
: مجيء ( إلى ) بمعنى ( مع ) المصاحبة .
: انتهاء الغاية .
: ابتداء الغاية .
وقد تناول الأصولييون معنى ( انتهاء الغاية ) من جهتين وجانبين معاً : أما الجهتان : فالأولى : إما أن يكون مع ) إلى ) كلمن ( من ) ، والثانية : أن لا يكون مع ( إلى ) كلمة ( من ) .
وأما الجانبان فهما : الأول : هل يدخل ابتداء الغاية أم لا إذا كان معها ( من ) ؟ ، والثاني : هل يدخل انتهاء الغاية فيما قبلها في الجهتين أم لا ؟ .
وقد ذكر أهل اللغة ، والأصول ، والفقه العديد من الأقوال ، وكان لهذا الخلاف أثره الظاهري في العديد من المسائل والوقائع المختلفة المحال من نحو : الطلاق والإقرار والوصية والطهارات والصلاة والنكاح واليمين ، والله أعلم .