الأعداد السابقة
المجلد :7 العدد : 16 1990
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تحقيق القول في تحول بولس
المؤلف : د. حمدي عبد العال
تحقيق القول في تحول بولس
د. حمدي عبد العال
كانت شكوك علماء القرن الثامن عشر من الغربيين كثيرة حول حقيقة وجود المسيح عليه السلام ، وكان كثيرا منهم يعتبرها شخصية وهمية ، وكذلك جاء القرن التاسع عشر بكم هائل من الكتب التي ألفها الألمان والدنمركيون والفرنسيون والإنكليز يرجحون فيها أن شخصية عيسى عليه السلام من الشخصيات الوهمية وقالوا :
1 - إن عيسى لـم يرد عنه ذكر في كتب المؤرخين والمفكرين الذين عاصروا زمن ظهوره .
2 - إن رواية العهد الجديد عن سيرة عيسى عليه السلام وأتباعه مشابهة للروايات والأساطير الدينية للوثنيين التي كانت شائعة قبل زمانه .
ومفصل التحول في المسيحية إلى دين مستقل يعود إلى القديس
– بولس – الذي ميز بين صورتين للمسيح : صورة النشأة كيشر رسول ، وصورة التطور والانطلاق الذي أعلن فيها عن ألوهيته ، وكشف عن سرِّ موته وقيامته ، باعتباره تكفيراً للخطايا .
وبولس ظهر بعد رفع عيسى ، وهو يهودي متعصب ، مفرط في عدائه للمسيح ودعوته ، أمضى شبابه في اضطهاد أتباع المسيح ، وفجأة وبعد بلوغه السابعة والثلاثين من العمر يعلن إيمانه بالمسيح ، بل ورسولاً منه إلى العالم ، وأقام دعوته على دعامتين :-
1 - إعلان ألوهية عيسى .
2 - موت عيسى وصلبه كان تكفيراً عن خطايا البشر ، وقد اعتمد إنجيله الذي ألفه من قبل المجامع الكنسية بعد موته بمدة ، وتحقق هدف بولس بإفراغ دعوة عيسى من محتواها الإلهي تماماً ، وأبقى على اسم المسيح شعاراً ، ووضع تحته تعاليم تناقض الحق الذي جاء به المسيح والمسيحية الحالية هي مسيحية بولس ، وليست مسيحية عيسى عليه السلام .