الأعداد السابقة
المجلد :6 العدد : 15 1989
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تأليف القلوب على الإسلام بأموال الصدقات
المؤلف : د. عمر سليمان الأشقر
تأليف القلوب على الإسلام بأموال الصدقات
د. عمر سليمان الأشقر
المؤلفة قلوبهم : المستمالة بالإحسان والمودة ، وهم قوم كانوا من رؤساء العرب لهم شوكة وأتباع ، كان الرسول
– صلى الله عليه وسلم – يعطيهم من الصدقات ليقربهم إلى الإسلام ، وقد أسلموا ، وحسن إسلام عامتهم – إلا من شاء الله – لحسن معاملة النبي لهم .
ونظراً لما لتأليف القلوب بالمال من أهمية ، فقد فرض الله جزءاً من الزكاة للمؤلفة قلوبهم . ولا شك أن التأليف أسلوب من أساليب الدعوة ، علمنا ربنا عز وجل أن نستعمله ، ووضح لنا رسولنا – صلى الله عليه وسلم – متى وكيف نستعمله .
وقد اعترض بعض الصحابة على إعطاء رؤوس الكفر من غنائمهم وسرعان ما عادوا إلى صوابهم عندما وضح النبي
– صلى الله عليه وسلم – الأمر وللعلماء في فهم هذا المسلك اتجاهان :
1 - منهم : من أجازه مطلقاً ، سواء لكي يسلم الكفار ، أو ليحسن ويثبت إسلام ضعيف العقيدة ممن أسلم منهم .
2 - ومنهم : من ذهب إلى نسخ هذه الآية ، بعد ما قوي الإسلام وتمكن في الأرض .
3 - ومنهم : من ذهب إلى إعطائهم من غير الزكاة
– في حال قوة الإسلام .
ولا بد أن تعلم أن دعوى النسخ مردودة ، ودعوى أن حكم المؤلفة قلوبهم انتهى بانتهاء علته التي أعطوا من أجلها
– وهي انتشار الإسلام وغلبته – مردودة ، ولا يستند إلى حجة ولا نص والقول الراجح أن حكم المؤلفة قلوبهم ثابت لم ينسخ ، ويجوز الدفع إليهم من الزكاة ، مسلمين كانوا أم كفاراً .