الأعداد السابقة
المجلد :6 العدد : 14 1989
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
دفاع عن النبوة
المؤلف : د. محمد شلبي شتيوي
دفاع عن النبوة
د. محمد شلبي شتيوي
1 - الجماعات التي تنكر النبوات ليست جماعات عادية ، وإنما هي جماعات شاذة منحرفة والشاذ والمنحرف لا حكم له على الأكثرية المعتدلة العاقلة ، فلا يضير النبوة والأنبياء إنكار جماعة من الشواذ ، لأن النبوة يسري أثرها بالخير في نفوس الناس وعقولهم وحياتهم ، والمؤمن والكافر يدرك ما للنبوات من خيرات وفضائل ، حتى ولو أنكر هذا بعض الجاحدين المخبولين ، وقد سبق في تاريخ البشرية من كان على منوال هؤلاء الناس ، حيث كان يعرف ربوبـية الله وألوهيته ، ولكنه كان ينكر هذا جحوداً قال عز وجل عن فرعون وقومه : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً النمل- 14 .
2 - الفلاسفة قد أخطأوا الطريق حين بحثوا في النبوات وكيفيتها ووسيلتها بعقولهم البشرية ، فالعقل قاصر عن إدراك مثل هذه الغيبيات ، لذلك قد أخطأوا في :
أ - بيان حكم النبوة حيث جعلوها واجبة على الله تعالى .
ب - بيان وسيلة الاتصال بين النبي ومصدر الوحي ، حيث بدلوا العقل الفعال بالملك .
ج - بيان حقيقة النبي ، حيث وضعوا له شروطا يمكن تحققها في غير من اختارهم الله لرسالته ، وهذا يفتح باب النبوة بعد ختمها من المولى عز وجل برسول الله محمد
– صلى الله عليه وسلم - .
وهذا الخطأ في الفهم أدى بهم إلى الوقوع في الكفريات التي نسبها إليهم علماء الكلام : من إنكار الملائكة ، والوحي .
3 - الجماعات التي تنتسب إلى الإسلام وتريدها علمانية أو ماركسية فتشوه الإسلام وتقلل من قيمته ، وتقف أمام دعوة تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ، وهؤلاء إن كانوا يرون : أن القوانين المستوردة ، والأحكام البشرية أفضل من قانون الله ومن أحكام الشريعة الإسلامية ، فإن حكم الشرع في هذا : أن من اعتقد بذلك عالماً مدركاً لما يقول ، غير مكره على قوله هذا ، فإنه يكون مرتداً عن الإسلام خارجاً عن دين الله تعالى ، ووجب قتله حداً .
أما إن كانوا غير مدركين لما يقولون ، أو مكرهين على هذا القول ، أو لا يعرفون أن هذا يتعارض مع الإسلام ومبادئه
– هذا كله أمر مستبعد – فإن هؤلاء قد فصروا أيضاً حين فتحوا آذانهم لما يأتيهم من أعداء الدين والحاقدين عليه ، في نفس الوقت الذي عموا وصموا عما في كتاب الله وسنة رسوله من القول الحق والعقيدة الصحيحة .