الأعداد السابقة
المجلد :6 العدد : 14 1989
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
الحركة الفقهية في بلاد الشام
المؤلف : د. محمد عقلة الإبراهيم
الحركة الفقهية في بلاد الشام
في العصر الأموي ونزعتها الاجتهادية
د. محمد عقلة الإبراهيم
لقد تكونت نواة العلوم في العصر الأموي ، ويلاحظ
– هنا – أمران :-
1 - الاهتمام بالجانب الديني ، حيث يمثل أبرز النشاط العلمي في هذا العصر .
2 - كانت المعارف المتصلة بالدين متفرقة ، حيث أن علوم الشريعة لم تستكمل حاجتها من الضبط والتدوين ، فكانت المعارف تدرس متداخلة ، تبعاً لما بينها من صلة .
وقد برز
– نتيجة هذا التداخل – علماء نابغون في أكثر من فرع من فروع المعرفة وأبرز العلوم : علم القراءات ، والتفسير ، والحديث ، وقد تميز علماء الشام بموقفهم الحازم من الصفات الإلهية وتعطيلها لدى المعتزلة والقدربة ، ولذا نأوا بأنفسهم عن تفسير الآيات المتعلقة بالصفات .
وقد ازدهرت الحركة الفقهية في زمن بني أمية ، وتوسعت رحلة العلماء حتى غدت في نهاية القرن الأول الهجري تمتد إلى المحيط الأطلسي ، وأتت هذه الرحلات ثمارها في جميع النواحي الفقهية والعلمية ، حيث كثر البحث والدرس والمناظرة بين العلماء ، والإفتاء بالوقائع المستجدة ، وانتشرت الحلقات في المساجد ، وبدأ عصر التدوين ، وكان أول عمل رسمي منظم هو : تدوين السنة ، بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه . كما قويت النزعة الاجتهادية ، وكانت امتداداً للاجتهاد في عصر الصحابة ، كما تصدى العلماء لدفع الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله
– صلى الله عليه وسلم - ، التي انتشرت بسبب ظهور الفرق المتعددة .