الأعداد السابقة
المجلد :3 العدد : 6 1986
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
بيت المقدس
المؤلف : د. محمد عثمان شبير
بيت المقدس
د. محمد عثمان شبير
1 - إن أرض بيت المقدس وما حوله مباركة ، أثبت الله فيها الخير الإلهي كثبوت الماء في جوف الأرض ، فهي جنة الله في أرضه من الناحية المادية ، وهي دار الأنبياء والصالحين أحياء وأمواتاً ، وهي أرض المحشر والمنشر في آخر الزمان ، تضاعف فيها الحسنات ، وتنمو فيها الأجور ، ويحرص الصالحون على زيارتها وسكناها ، .
2 - إن أرض بيت المقدس وما حوله مقدسة مطهرة من الشرك والظلم : فهي لا تتحمل الشرك المنافي للتوحيد الخالص ، وهي تتأفف من وجود أمم فاسدة وعاتية ، ودول ظالمة ومتعالية ، ولا تمكن لتلك الأمم والدول من العيش فيها مدة طويلة ، وهي تنفي خبثها كما تنفي النار خبث الفضة ، وهذه ثابتة ومستمرة ما دامت السموات والأرض ، توكل الله تعالى برعايتها ، وتنفيذ وعيده بالأمم والدول الظالمة [[ وإن عدتم عدنا ]] .
3 - إن أرض بيت المقدس وما حوله إسلامية ، فتحها رسول اله
– صلى الله عليه وسلم – فتحاً مادياً حينما أسرى به إليها بروحه وجسده ، وفتحها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه في السنة السادسة عشرة للهجرة ، ومنذ ذلك الوقت اكتسبت صفة الإسلامية ، ودخلت في دار الإسلام وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فلا تزول عنها تلك الصفة لأي عارض من عدوان أو اغتصاب ، ويجب على المسلمين : أن يدافعوا عنها بكل ما يملكون من قوة ، ويعملون على تحريرها كاملة من أيدي الغاصبين ، الذين يعملون على إزالة معالم الإسلام العامة فيها ، كالمساجد ، والأحياء القديمة ، والأسواق الإسلامية ، وغير ذلك .
4
– إن معرفة هذه الخصائص توجب على المسلم رفض جميع الحلول الاستسلامية المطروحة في هذا الوقت لحل القضية الفلسطينية ، لأنها تتضمن التنازل الفعلي عن غالبية أرض فلسطين الإسلامية المباركة ليهود ، في مقابل السلام الهزيل .
5 - إن معرفة هذه الخصائص توجب على المسلم رفض فكرة الوطن البديل عن أرض الإسراء والمعراج ، لأنها ليست مجرد أرض عاش عليها شعب وأقام عليها كيانه ، وإنما هي أرض مباركة ومقدسة ، نبتت فيها عقيدة التوحيد ، ونشأت عليها حضارة الإسلام ، وكل جزء منها ينبئك بتاريخ عريض ، ومجد تليد : اختلط ترابها الطاهر بدم الأنبياء والحواريين ، وسرى إليها رسولنا الكريم ، واستشهد فيها كثير من الصحابة والتابعين ، فهى عند المسلم قضية عقيدة وحضارة ، وليست قضية أرض وتراب .
6 - إن حرص الخلفاء والحكام الدائم على عمارة المسجد الأقصى وترميمه كلما أصابه شيء من التصدع أو التلف يوجب على حكام المسلمين اليوم في جميع بقاع الأرض : العمل الجاد على تحرير المسجد الأقصى من قبضة يهود ، الذين يبيتون النية على إزالته من الوجود لإقامة الهيكل مكانه .